٧ خطوات كي تبدأ في بناء علامتك التجارية الشخصية
يرتبط تواجدنا الرقمي على الحسابات الاجتماعيّة المختلفة بإنتاج صورة افتراضيّة عنّا شئنا أم أبينا، يتحدّد عبرها الانطباع الذي يتركه نشاطنا الافتراضيّ لدى الآخرين ممّن يتصفّحون حساباتنا عن قصد أو يمرّون عليها مرور الكرام. هذه الصورة الافتراضيّة هي صورة شخصيّة عنّا – وإنْ غير مكتملة – ولها تأثيرٌ قد يطال حياتنا المهنيّة على وجه الخصوص.
وإذ أنّك هنا تقرأ هذا المقال، يعني أنّك تعي أهميّة هذا التأثير وتتساءل كيف يمكنك أن تعزّز حضورك الافتراضي بطريقة إيجابيّة. المريح في الأمر أنّك بالفعل يمكنك التحكّم في خلق ما ندعوه في عالم التسويق اليوم “علامة تجاريّة شخصيّة” تعبّر عنك؛ أمّا الجدير بالذكر هنا أنّ الامر يتطلب جهدًا، ومثابرة، واستمراريّة. كيف لا وأنت نفسك تتغيّر في حجم معارفك، وخبراتك، وتجاربك الحياتيّة؟
في ما يلي سنخوض في مفهوم الترويج الذاتي عبر الإنترنت، وسنناقش مجموعة من الخطوات الأولى التي لا بدّ منها في بناء العلامة التجاريّة الشخصيّة.

ما هي العلامة التجاريّة الشخصية؟
العلامة التجارية الشخصية أو البراند الشخصي هو الصورة التي تنعكس عن شخص ما وتدلّ على شخصيّته، ومهاراته، وتجاربه، وسلوكه، ومواقفه التي تحدّد هويّته المميّزة وفرادته عن الآخرين.

تعطيك اليوم العلامة التجارية الشخصيّة فرصة فعليّة كي تكون مرئيّا في يومنا هذا لا سيّما مع سوق عمل تنافسيّ أكثر من أيّ وقت مضى، وتحوّلات تكنولوجيّة متسارعة تتقاطع مع حياتنا اليوميّة من دون إذنٍ منّا. هذه العلامة التي تكوّنها عن نفسك أو ترتبط بها تتيح للناس من حولك أن تفهمك حتى من دون وجود معرفة سابقة، بل من خلال المحتوى الإلكترونيّ المتوفّر عنك.
صحيح أنّ بناء العلامة التجاريّة الشخصيّة يأخذ وقتًا كي تظهر نتائجه، ولا ينتهي العمل فيه غالبًا، إلا أنّها بطاقتك الرابحة كي تكون جزءًا من المجموعات التي تشبهك، وتساعدك على توسيع شبكة معارفك المهنيّة بما يتلاءم مع اهتماماتك، وخبراتك، وقيمك.
من أين تبدأ في بناء علامتك التجاريّة الشخصيّة؟
ماذا لو فكّرت قليلا بهذه الأسماء: أحمد الغندور – رايا أبي راشد – أحمد الشقيري – عبير الصغير – خالد غطاس.
هؤلاء الأشخاص معروفون لعموم الناس ويمتعون بعلامة تجارية شخصية واضحة تعبّر عن كلّ واحد منهم. نعرف أحمد الغندور على أنه الدحيح، ورايا أبي راشد الإعلامية ذات الحضور القوي، وأحمد الشقيري وفخره بالإرث العربي، وعبير الصغير وشغفها بالطبخ، وخالد غطاس وقصصه المشوّقة.
كما نشعر أحيانًا أنّنا على معرفة شخصيّة بهم، بل ونتابعهم لأنّنا نعرف عملهم، واحترافيّتهم العالية، ونستطيع أن نثق بهم، ونفخر بمتابعتهم.
خطوات عمليّة تبدأ بها لتعزيز علامتك التجارية الشخصية
في ظلّ تزايد أهميّة المساحات الافتراضيّة يومًا بعد يوم والتحوّل نحو أدوات التوظيف الرقمي، يصبح البراند الشخصي ضرورة أكثر من أيّ وقت مضى.
إليك بعض الخطوات السهلة نسبيا كي تبدأ بالترويج الذاتي عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ:
حدّد هدفك من التواجد عبر كلّ مساحة افتراضية، واجعل هويتك الافتراضية متناسقة واحترافيّة. لا شيء شخصي تمامًا عبر هذه الصفحات، وكلّ ما تعبّر عنه علنًا سيساهم بتشكيل صورتك الرقمية.
فكّر بموقعك المهني الحالي، وأين تريد أن تكون في المستقبل القريب. ابدأ بتكوين العلامة التجارية الشخصية التي تحبّ أن يربطك الآخرون بها، وضع خارطة طريق واضحة لتحقيقها. لن يحدث هذا الأمر بين ليلة وضحاها، وتذكّر أنّ الاستمراريّة هي مفتاح النجاح.
اضبط صفحاتك الشخصيّة بالمعلومات اللازمة، وحدّثها باستمرار. لا تضع القليل كن المعلومات عنك فتبقى مجهولا لمتابعيك، ولا تشارك كلّ معلومة تخطر في بالك فتكون وجّهت دعوة مفتوحة لتخطي الحدود معك.
انشر بشكل مستمرّ ولا تختفي فجأة عن حساباتك الشخصيّة. حاول أن تتبع جدولا للنشر والتزم به. لا تظهر فجأة كل شهرين أو ثلاثة، بل كن متواجدًا بشكل منتظم.
حدّد جمهورك المستهدف، وانشر محتوى متنوّع وملائم لاهتماماته. من الممكن ان تحترف بعض أدوات صناعة المحتوى، فتظهر بصورة ملائمة ومتناسقة في كلّ منشوراتك.
لا تتردّد في التفاعل على المنشورات، وترك التعليقات، والمشاركة في النقاشات الدائرة، والانضمام إلى المجموعات الافتراضية.
لا شكّ أنّ البراند الشخصي سيتيح لك ميزات تنافسيّة في سوق افتراضيّ مزدحم، وسيعزّز فرادتك بين جموع المتواجدين في المساحات الرقميّة. سيتطلب منك الأمر حهدًا بكلّ تأكيد، لكن عائداته المعنويّة والماديّة ستحقق لك الرضى على المدى البعيد.